انت هنا الان : شبكة جامعة بابل > تطبيق مواقع التدريسيين > طالب خليف جاسم السلطاني
في الموقع
عرض نسخة اكبر
دخول اعضاء جامعة بابل فقط Login
|
طالب خليف جاسم السلطاني
البروفايل الاكاديمي
الاستاذ الدكتور / طالب خليف جاسم السلطاني ــ استاذ في جامعة بابل ـ كلية التربية الاساسية ـ قسم اللغة العربية ـ وبمرتبة الاستاذية.
تحديثاتي الحالية
(( الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في العصور المتأخرة ))
الحياة السياسية :-
كان العالم العربي يعيش حالة تدهور عندما اقبل القرن السابع الهجري حيث ازدادت الاضطرابات أيام المستعصم العباسي الذي كان سادرا في غيه ومنشغلا في لهوه على الرغم من انواع التحذيرات التي بينها الشعراء في شعرهم فمن ذلك قول احد الشعراء :-
قل للخليفة مهـــلا اتـــاك مـــا لا تــحب ها قد دهتك فنـون من المصائب غــرب فانهض بعزم والا غشاك ويــل وحـــرب كسر وهتك واسر ضرب ونهب وســلب
ثم انطلق البعض من الشعراء يصفون الواقع الفاسد ... ومنهم مجد الدين النشابي (ت 657 هج) الذي قال في ابيات من قصيدة طويلة :-
ياسائلي ولمحض الحق يرتاد أصخ فعندي نشــدان وإنشــاد اين المنية مني كي تساورنـي فللمنيــــة إصـــدار وايـــراد من قبل واقعة شنـعاء مظلمـة يشيب من هولها طفل وأكباد
إذ اشار الى ذلك الدكتور مصطفى جواد في مجلة المجمع العلمي العراقي في المجلد الثالث . ولقد سلم المستعصم زمام أمور الدولة إلى وزيره ابن العلقمي الذي لم يكن بأحسن حال من المستعصم، ولذلك فان ضعف الدولة في المجالات كافة قد شجع هولاكو على غزو العراق والبلاد العربية فاحتل في طريقه بلاد فارس بجيش تعداده 200 آلف جندي وبذلك احتلت بغداد من قبل التتار على الرغم من تحذير الشعراء للخليفة المستعصم من الخطر القادم وعند ذلك قتل الخليفة العباسي وتم احتلال بغداد سنة 656هــ، وبقي الحال هكذا حتى العام 663هـ سنة وفاة هولاكو اذ جاء بعده ابنه "اباقا خان" الذي كان أحسن من أبيه كما تذكر لنا الروايات ومات سنة 680هـ ثم جاء بعده أخوه "تكوادار خان" الذي اسلم وأحسن إسلامه وسمى نفسه احمدا ،فثار عليه ابن أخيه "ارغون" فقتله بسبب إسلامه ، وجاء كيخاتوخان أخ ارغون الذي قتل سنة 694هـ حيث كان سئ الخلق فخلفه "بايدو" الذي لم يحكم طويلا اذ انتزع الملك منه "غازان "بن ارغون حيث اسلم "غازان مع 100 آلف من جنوده وهكذا بقي الحكم في هذه الأسرة حتى العام 738هـ ثم انقرض . وخير ما يصف عهدهم فضولي البغدادي في كتابه في الادب الاسلامي حيث يقــــول :-
" فزمانهم زمان نزاع وتخاصم ، والملك لمن غلب ، والحق للاقوى ، والفوضى تهيمن على مرافق دولتهم من كل جانب ، وادارتهم مفككة يعوزها النظام واتحاد الكلمة . وقد تجلت كل مظاهر هذا الضعف والفساد في حكومة العراق ، فلم تكن لبغداد والبصرة والجزيرة حكومة متحدة تنتظمها جميعا ، بل كان الحكام والامراء يتحاسدون ويتباغضون ويتربص كل منهم بصاحبه الدوائر " .
ومن خلال ما تقدم لا يمكن لاسرة حاكمة هذا شانها ان تقوم بخدمة افراد المجتمع . ولقد جاء الايلخانيون وعلى رأسهم أمير دولة الروم الشيخ حسن الكبير الذي لم يدم حكم طويلا اذ استولى الجلائريون على البلاد وهم مغول في العام 740هـ وقد تطور العمران في عهدهم قليلا ومن أشهر أمراء الجلائريين مرجان بن عبد الله الذي شيد مدرسة على غرار ألمدرسه النظامية ببغداد التي بناها الوزير السلجوقي نظام الملك وبنى دارا للشفاء وأسواق ثم هجم تيمورلنك سنة 795هـ على الدولة الجلائريه وعاث بها فسادا وفتك بأهل البلاد فتكا وعندما هلك تيمورلنك عام806هـ عادت الدولة الجلائريه من جديد إلى الحكم ولم تدم طويلا حتى جاءت بعده دوله الخروف الأسود التركمانية في العام 814هـ حتى عام 874هـ وكان شعارهم الأغنام السود ثم جاء بعدها دولة الخروف الأبيض ومن بعدها الصفوييون سنة 914هـ وأقاموا دولة فارسيه وكانوا ظالمين ولقد نازعهم الأتراك العثمانيون على حكم العراق فاستولوا على الحكم سنة 941هـ وكان عهدهم متأخرا الا في عهد سليمان القانوني الذي حكم ستة أشهر وقام بإصلاح شئون بغداد وشق الأنهر وتطورت الزراعة في عهده وبقي الأمر هكذا حى العام 1335هـ اذ انتهت الدولة العثمانية .
وفي مصر لم يكن الحال بأحسن منه في العراق لان الأيوبيين سقط حكمهم عام 648هـ بيد المماليك الذين امتد حكمهم إلى الشام والحجاز وكان أول حاكم لهم عز الدين أيبك ثم جاء بعده (قطز) وهو رجل قوي استطاع تحطيم جيش التتار فانتصر عليهم في معركة عين جالوت ثم قتل .
وتوالى على الحكم بعده رجال منهم سيف الدين قلاوون الذي لقب بالملك المنصور فشتت شمل المغول في الشام وحارب الصليبين ومات سنة 689هـ ثم حاء بعده ابنه صلاح الدين خليل الملقب بالملك الاشرف وكان شجاعا حيث قاد حملة ضد الصليبيين في عكة ثم عاد إلى القاهرة ومعه ألاف الأسرى وبقي الحال هكذا إلى ان توفي في العام 692هـ ثم جاء بعده أخوه الملقب بالملك الناصر وفي عهده بلغت دولة المماليك أوج تطورها ثم استمر الحكم 33 سنة و مات عام 741هـ فجاء بعدهم المماليك الشراكسة وكان أول ملك لهم الظاهر برقوق ثم جاء بعده 23 ملكا وكان أخرهم الاشرف طومان بأي الذي مات عام 922هـ حيث شنق على باب زويلة من قبل العثمانيين وقد قال فيه بعض الشعراء مثل ابن إياس شعرا كما يذكر لنا محمد سيد كيلاني في كتابه الأدب المصري في ظل الحكم العثماني.
نوحوا على مصر لأمر قد جرى ومصيبة عمت بليتها الورى
ثم يسترسل فبقول :
شنقوه ظلما فوق بـاب زويلة ولقـد أذاقوه الوبــال الاكبرا يأرب عفوا عن عظائم جرمه واجعل بجنات النعيم له قرى
وهكذا فقد انتهت دولة الشراكسه بعد حكم دام 139 سنه للشام ومصر والحجاز ومن الجدير بالذكر ان الحكم العثماني استمر في مصر حتى العام 1220هـ حيث استولى عاى مصر محمد علي الكبير وأما في العراق فقد استمر الحكم العثماني حتى العام 1335هـ.وفي المغرب العربي في شمال إفريقيا فقد تنازع الحكم فيها الموحدون والمرينيون والحفصييون حتى جاءها العثمانيون ثم جاءها بعد ذلك الحكم الغربي الأجنبي الاسباني والبرتغالي والفرنسي .
الحالة الاجتماعية :-
فقد ساءت الأوضاع الاجتماعية بكل نواحيها بعد سقوط بغداد اذ استولى الغرباء الأجانب على موارد الدولة كما فسدت الأخلاق وكثر الأشرار والمفسدون الذين كانوا يسمون (بالشطار) الذين ابتزوا أموال الناس ظلما وعدوانا وخربوا البيوت وحرقوا كلما بقع تحت اعيتهم من أشياء بينما كان المسؤولون عن البلاد لايستطيعون إيقاف مثل هذه الإعمال او الحيلوله دون الجرائم الشيطانية التي تحدث وهذا ما يذكره لنا الدكتور بكري شيخ يامين في كتابه مطالعات في الشعر المملوكي والعثماني وبهذا فقد كثر في المجتمع فساد الضمائر وتفشي الامراض .ولقد تفكك عرى الأسرة وانحط شان المرأة وصار الرجل يقسو عليها ويسدل عليها ستار الجهل والحجاب والانزواء عن مجالس العلم والأدب وعلى الرغم من ذلك فقد كانت الحالة الاجتماعية في مصر والشام أفضل مما عليه في العراق لان المماليك حموا الديار في مصر من المغول والصليبيين اذ بلغ الترف في أيامهم حدا بعيدا وتفنن بعض الناس في مأكلهم وملبسهم .
وقد شاعت عادت تناول الحشيش وفعل الموبقات حتى اضطر احد الحكام سنة 665هـ في القاهرة إلى إصدار أوامر لإبطال شرب الخمور وتدخين الحشيش ومعاقبة المقبلين على المنكرات وإما التبغ فقد ظهر في مصر لأول مره سنة 1012هـ كما يذكر لنا الاسحاقي في كتابه (إخبار الأول فيمن تصرف في مصر من أرباب الدول )(تاريخ الاسحاقي)) حيث يقول " ان الدخان مضر بالأبدان وهو يابس الطباع الذي لاشئ فيه من الانتفاع ... المسود للأسنان المهرب لملائكة الرحمن ... عاقبتة وخيمة , ومداومة شربه ذميمة ,يورث النتن في الفم والمعدة ويظلم البصر, ويطلع بخاره على الافئده" ولكن هناك من أثنى على التبغ كما يذكر لنا محمد سيد كيلاني المارذكره في كتابه الأدب المصري في ظل الحكم العثماني كقول الشاعر أبي المواهب البكري (ت 1037هـ) الذي يقول:
هات اسقني التبغ إن تبغ الصفا سحرا حتى أخـدر مـنه وهــو أغشـــاء واستجل أنـــوار شمـع من يدي رش قد زانــه قامـــة بالحسـن هيفـاء لعل نـــار أسى بالبعد قـــد وقــــــدت يوما يكـون لــها بالقــرب إطفاء فأملأ كؤوس رحيــق كالحـــريق فقد أغنتك إذ وصفت باللطف صهباء ودع مــلام طبيـــب عـابــها ســفــها (وداوني بالتي كانت هــي الداء)
الحياة الثقافية :-
فقد ظلت الحركة الفكرية قوية نشيطة حتى أواخر العصر العباسي ,ولكن عندما نكبت بغداد بالغزو التتري المغولي فقد أصاب الناس عموما بلاء كبير من نهب وقتل وحرق اذ ذهب ضحية هجوم التتر على بغداد الكثير من العلماء أمثال الشاعر المشهور يحيى بن يوسف الضرير ومحي الدين يوسف ابن الشيخ ابي الفرج بن الجوزي والإمام محمود بن احمد الزنجاني ولم يبق من العلماء الا بعضهم من الذين اختارهم هولاكو .
ولقد أصاب المدارس ودور العلم وخزائن الكتب الخراب والأذى الكبير ومن المدارس التي بقيت في تلك ألحقبه ولم يصبها ضرر كبير المدرسة النظامية الكبرى والبشيريه والمستنصرية ثم لم يمض وقت طويل حتى عادت حركة إشادة المدارس على الرغم من هجرة الأدباء و العلماء إلى الأقطار المجاورة ومن العلماء المشهورين في تلك ألحقبه مؤرخ العراق الكبير ابن القوطي والأديب الكاتب شارح نهج البلاغة ابن أبي الحديد واللغوي الأديب الإمام الصاغاني وخازن دار كتب الستنصرية ابن الساعي وهو احد كبار مؤرخي بغداد وهذا ما يذكره لنا الدكتور محمد مفيد ال ياسين في كتابه ألحياة الفكرية في العراق في القرن السابع الهجري .إما في مصر والشام فان المماليك ساروا على الدرب الذي اختطه الايوبييون من قبلهم فأكثروا من المدارس حتى بلغت أكثر من مدرسه للتدريس وكانت اللغة العربية وعلومها مزدهرة في العصر المملوكي نظرا لان المماليك كانوا يشجعون على تعلمها وإتقانها وبذلك فقد الفت الكثير من المؤلفات و الكتب الأدبية وان الكتب التي بين أيدينا ألان هي ثمره من ثمرات ذلك العهد.
ولما جاء الأتراك العثمانيون واحتلوا العراق والشام ومصر والحجاز هبط المستوى الثقافي وتدنت أساليب التدريس واقتصرت على فئة قليلة من الناس وهذا ما يذكره لنا الدكتور احمد أمين في كتابه طهر الإسلام في الجزء الرابع منه .ويخبرنا الدكتور محمد كامل في كتابه الادب في العصر المملوكي ان الحياة الثقافية في المغرب العربي بقيت مزدهرة بسبب الدور البارز لأدبائها وعلمائها حيث استطاعوا نقل الحضارة العربية إلى أوربا ثم هبطت جذوة الثقافة بعد مجيء العثمانيين والاحتلال الأوربي واليك هذه الأبيات للشاعر محمد بن عبد السلام (ت975هـ) الذي نزح من تونس واستقر في دمشق
|